الأربعاء، 12 ديسمبر 2018

ما هي الفلسفة؟

الفلسفة
الفلسفة هي دراسة كيف نفهم وجودنا وكيف نصل إلى معرفة ما هو حقيقي ، ماهو صحيح ، وما هو جيد. هي نظام أكاديمي ولها فروع تركز على مجالات محددة. تهدف الفلسفة إلى مناقشة أسئلة من مثل: "ما هو حقيقي؟" ، "ما هي الحقيقة؟" ، وحتى "ما هو جميل؟" وكيف يمكننا أن نعرف ما هو حقيقي وماهي الحقيقة وما هو الجمال.
تهدف الفلسفة بشكل عام إلى التساؤل حول الافتراضات التي نطرحها حول حياتنا وتنظر إلى تفاصيل ما نفكر به وما لماذا نفكر به وما نفعله ولماذا. يمكن تصبح الفلسفة معقدة في بعض الأحيان ، ولكنها تساعد الشخص على أن يرى بشكل أوضح أن هناك طرقًا أخرى للنظر إلى العالم أكثر من مجرد الإسترشاد بالعادة.
الحاجة إلى الفلسفة
يمكن لأي شخص إنشاء فلسفة لحياته، فما الحاجة إلى التعمق في هذه المسألة ودراسة تفاصيلها؟، أن يملك الشخص فلسفة هي نتاج طبيعي للوجود في هذا العالم، ولكن في الغالب تكون الفلسفة الفردية بشكل لاواعي، ربما لأنه تم تعلمها خلال الحياة والتجارب، ولذا في الغالب أيضاً لا يتم إستجوابها والتساؤل حولها أو ووزنها بطرق مختلفة عن نظرتنا للعالم الذي تعلمنا العيش فيه.
من ناحية أخرى، فإن القيام بالفلسفة يقوم بشكل نشط بالتساؤل والاستفسار عن طبيعة حياتنا وطرقنا المختلفة لفهم الأشياء. إحدى فوائد الفلسفة هي أنها تساعدك على التفكير بشكل نقدي. بالنسبة لقضية صغيرة ، مثل القرارات اليومية ، قد تكون الفلسفة بسيطة ، ولكن الحياة مليئة بالقرارات والمناقشات الأكثر تعقيدًا ، ويمكن للفلسفة المساعدة في التفكير من خلال هذه الأسئلة والمشاركة في المناقشات والوصول إلى الاستنتاجات. مجالات أخرى تستخدم الفلسفة لدراسة للتعمق بشكل أكبر في مجالات إختصاصها ، سواء كان ذلك في العلم أو الفن أو السياسة أو أي تخصص آخر.
دراسة الفلسفة لا تعني تعني بالضرورة الحصول على جميع الإجابات حول الحياة أو الوصول إلى استنتاج حول كيفية العيش فيها، هناك الكثير من الموضوعات الفلسفية التي لا يزال الفلاسفة يتناقشون فيها حتى يوماً هذا وربما إلى الأبد. ما تقوم به الفلسفة هي المساعدة في الانخراط في العالم الفكري من حولك والمساعدة في تعلم أشياء جديدة سواء في عالم الأعمال أو السياسة أو تربية الأطفال أو أي مجال آخر من مجالات الحياة.

ما هي فروع الفلسفة؟
1.      نظرية المعرفة (epistemology)، هي دراسة المعرفة، وبطريقة أكثر شمولاً ، تركز نظرية المعرفة على كيفية الحصول على المعرفة ونوع الحدود لمعرفتنا.
2.      ما وراء الطبيعة (Metaphysics)، تبحث الميتافيزيقا في موضوعات مثل تحديد ما يمكن أن يقال أنه حقيقي. وموضوعات مجردة من مثل الهوية الشخصية ، الزمان والمكان.
3.      المنطق (Logic)، المنطق يهتم بفحص الحجج والإدعاءات عن كثب وتقييمها لتحديد ما إذا كانت تتضمن منطقًا صحيحًا. في الحقيقة ، إن السبب وراء البحث العميق في مواضيع مثل الهوية الشخصية والوقت والمكان هو التشكيك في افتراضاتنا والتأكد من أن معتقداتنا صحيحة.
4.      باستخدام المنطق ، يهدف الشخص إلى تجنب التوصل إلى استنتاجات بدون أدلة. دور المنطق ، من هذا المنظور ، هو توضيح عملية تفكيرنا وتحسين حججنا.
5.      الجماليات (Aesthetics) ، هو فرع من الفلسفة يهتم بمعتقداتنا عن الفن وطبيعة الجمال وما هو جميل ويستحق الإهتمام. في هذا الفرع من الفلسفة ، قد يطرح الشخص أسئلة حول قيمة الفن التي تسهم في العالم ، وما إذا كان هناك بالفعل حدود بين الفن والواقع.
6.      الأخلاق (Ethics)، اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ تستكشف أي  اﻷﻋﻤﺎل ﺟﺪﻳﺮة ﺑﺎﻟﺜﻨﺎء وأيها ﻏﻴﺮ ﻣﺸﺮوع ولماذا، وما إذا كان هناك إجراء ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ أن ﻳﺸﺠﻌﻪ أو ينبذه.  وتحديد مصطلحات من مثل "الحق" و "الجيد" وما تعنيه بالتحديد.في دراسة الحياة الواقعية للفلسفة ، تتداخل العديد من من هذه الفروع.
سقراط، حياته، مماته، وعلاقته بالفلسفة
بالرغم من إعتباره مؤسس الفلسفة الغربية، إلا أنه لا يُعرف الكثير عن سقراط، كل ما نعرفه قادم من من الصعب قول أي شيء مؤكد عن سقراط، كل ما نعرفه عنه يأتي من روايات أصدقائه وطلابه الذين كتبوا عنه بعد وفاته بفترة طويلة.
رغم ذلك هناك بعض الحقائق عن سقراط يمكن التأكد منها من مثل أنه ولد في أثينا حوالي 469 قبل الميلاد، إتبع عمل أبيه كبنّاء بالحجر، خدم في الجيش الأثيني ، كان شخصاً مهماً في نهاية حياته حيث كان عضواً في مجلس إدارة المدينة (البويل) ، وهو المجلس الذي يصوت على القرارات المهمة للدولة.
على الرغم من أن أفكاره قد أكسبته العديد من الأصدقاء والطلاب بين صفوة في أثينا ، إلا أنه أيضاً أزعج الكثير من الناس من خلال استفساراته الفلسفية. تم تقديم سقراط للمحاكمة في عام 399 قبل الميلاد، بتهمة إفساد شباب المدينة، وجد مداناً وحكم عليه بالموت عن طريق شرب سم الشوكران.
إشتهر سقراط بطريقته في الحوار والطرح المستمر للأسئلة، حيث كان يسأل مثلاً عن معنى التقوى، فيجيبه الشخص، بأن التقوى هي الذهاب للمعبد والإخلاص في العبادة، فيجيبه سقراط بأن هذا مثال على التقوى وليست معناها، فيتم الرد عليه بان التقوى هي فعل الأشياء التي تجعل الآلهة راضية، فيسأل سقراط : هل الأعمال التقية هي ما تجعل الآلهة سعيدة
أم أن سعادة الآلهة هي ما تجعل الأعمال تقية؟ فمثلاً إذا كان قتل طفل يجعل الآلهة سعيدة فهل ذلك يصبح عملاً تقياً؟، فيجيب الشخص بأن قتل الطفل بالتأكيد ليس عمل تقي، فيجيب سقراط : ولكنك قلت أن ما يجعل العمل تقياً هو رضى الآلهة عنه أليس صحيحاً؟. فيرتبك الشخص ويعجز عن الإجابة.
يمكننا أن نرى الآن سبب اعتبار سقراط شخصاً مزعجًا من قبل الأشخاص المهمين في أثينا، لأنه أثار بعض الشكوك الجدية حول أفكارهم وخاصة الدينية منها.
فنادراً ما يقدم سقراط أفكاره الخاصة، بدلا من ذلك ، فإنه يبحث عن العيوب أو التناقضات في أفكار الآخرين، وهذا هو قلب فلسفة سقراط، يعلن سقراط أنه لا يعرف شيئًا ، في حين أن الجميع خاضع للانطباع الخاطئ بأنهم يعرفون شيئًا ما.
لكن سقراط يقوم بأكثر من مجرد تحدي غرور الأشخاص بوهم إمتلاكهم للمعرفة، ما يقوم به سقراط هو إنشاء معيار أعلى للحقيقة، يجب أن تكون الحقيقة متسقة منطقيًا، ويجب أن لا تتعارض مع نفسها. هذه كانت فكرة سقراط الخطرة.
وبدلاً من الرضا عن أي إجابة تبدو جيدة ، يجب أن ننظر عن قرب إلى الأشياء التي نسميها "صحيحة". هذا أمر معقد بسبب حقيقة أن الأفكار الكبيرة ، مثل التقوى ، لا يمكن تحديدها بسهولة.
كما أثارت سقراط مسألة أن الحقيقة لا تكون واضحة لحواسنا دائماً. فقط لأن شيء ما يبدو صحيحا لا يعني أنه صحيح. لاحظ سقراط أن العديد من الأشخاص المتعلمين يعتقدون بأمور غير صحيحة. فأنشأ سقراط تمييزًا بين المعرفة والمعتقد. المعرفة هي دائما صحيحة ، في حين أن الاعتقاد هو فقط صحيح بالنسبة لبعض الناس ، في بعض الأوقات.هذا التمييز يبدو طبيعيا بالنسبة لنا اليوم. لكن لم يكون محط ترحيب في أثينا القديمة.
بالنسبة للأثينيين ، كانت المسائل التي يتحدث فيها سقراط مسائل دينية عميقة مهمة إستمد المجتمع قوته ووحدته منها. والآن يأتي هذا الرجل العجوز المزعج ، يسأل كل أنواع الأسئلة التي لا يستطيع أحد الإجابة عنها.
ما جعل سقراط تهديد للمجتمع في أثينا هو كون ما يعتبروه حقائق مطلقة غير منسجمة مع الأسس التي وضعها للحقيقة. بالتشكيك في تلك الحقائق هدد سقراط أساسيات المجتمع، ولا أحد كان يعلم ما سيحصل للمجتمع في حال تهددت أو زالت تلك الأسس حتى وإن كانت خاطئة، الأكاذيب كانت ذات فائدة حقيقية في ذاتها فهي أبقت الجميع في حالة نظام.وهذا ما عجل في إعدام سقراط ولكن ذلك لم يمنع إنتشار الفلسفة لاحقاً وإرساء قواعدها في الغرب.

وحتى تلاميذ سقراط لاحقاً من أفلاطون إلى رينيه ديكارت لم يتمكنوا من إرسال القواعد الضرورية للوصول إلى الحقيقة حسب تعريف سقراط، حتى جاء فرانسيس بيكون والذي يعتبر أب الطريقة العلمية ومنهجه التجريبي والتي أخيراً حققت هذه القواعد بعد نحو ألفي سنة.

الفرق بين الطريقة العلمية والطريقة الفلسفية

من المشروع التساؤل عن الفرق الجوهري بين الطريقة الفلسفية والطريقة العلمية في تحصيل المعرفة، في العلم يقوم العلماء بالتجارب والتي تكون هذه التجارب تكون مقيدة بالقوانين الطبيعية، وهذا ما يعطي الثقة لأصحاب التجربة العلمية بقدرتهم على تحصيل المعرفة من خلالها، في الفلسفة يقوم الفلاسفة أيضاً بإجراء التجارب ولكن لا تكون هذه التجارب مقيدة بالقوانين الطبيعية ولا تعمل في المعامل المخصصة للتجارب العلمية فهي ليست تجريبية بل يستخدمون تجارب فكرية، فيمكن للفيلسوف إجراء هذه التجارب بكل أريحية على كرسية أو في المكتبة، ولكن كما أن العلماء مقيدوّن بالقوانين الطبيعية فالفلاسفة مقيدون بقوانين المنطق، وبذلك يكونون واثقين بأنهم عندما يتحصلون على نتائج من تجاربهم الفكرية فإنهم يحصلون معرفة صحيحة، خاصة عند مقارنة النتائج التي يصل إليها أحد الفلاسفة مع نتائج آخرين، ولذا فالمشاركة للنتائج في الفلسفة وطريقة إستخلاصها هي مهمة أيضاً كأهميتها في المجال العلمي.
فماهو المنطق؟
فإذا كان المنطق هو الذي يحكم صحة المعرفة المستخلصة في الفلسفة فما هو المنطق؟، المنطق هو عبارة عن دراسة الطرق والمبادىء التي يمكن خلالها التفريق بين الصحيح أو الخاطىء، أو يمكن النظر إليه على أنه تفكير مبني بطريقة جيدة أو فن الجدال الصحيح أو آلة تعصم الفكر عن الخطأ، البشر بطبعهم كائنات منطقية، أي يمكنهم التفكير بشكل منطقي وإغراؤهم بتغير آرائهم بحجج منطقية، لا يستخدم المنطق فقط في الفلسفة بل أيضاً في العلوم المختلفة، حيث أن العلماء لا يكتفون فقط بالمعلومات المستخلصة من التجارب التي يقومون بها بل يسعون إلى تكوين إستنتاجات منها، ويرغبون في التأكد من كون هذه الإستنتاجات صحيحة من حيث البناء الفكري لها.
المنطق له أنواع كثيرة تعكس مجالات إستخدامه، مثل المنطق غير الرسمي (Informal logic) المستخدم في التفكير اليومي وتحليل الحجج وهو مكون من المنطق الإستنتاجي (Deductive Reasoning) وهو البدء بموضوع كبير ثم تخصيصه إلى حالة منه والإستقرائي (Inductive Reasoning) تحليل حالة معينة وتعميمها على مجموعة أكبر.
والمنطق الرسمي (formal logic) أو الصوري وهي مجموعة القوانين التي يتم على أساسها تقييم صحة إستنتاج من معطياته، المنطق الرمزي (symbolic logic) طريقة تمثيل التعبيرات المنطقية من خلال استخدام الرموز والمتغيرات ، بدلاً من اللغة العادية. والمنطق الحسابي (mathematical logic) استكشاف تطبيقات للمنطق الرسمي في الرياضيات.
وللمنطق قوانين تنظم عملية التفكير، وهي قوانين أساسية لا يقوم التفكير إلا بها، وهي كثيرة أهمها : قانون الهوية (Law of Identity) (لكل شيء حقيقة جوهرية ثابتة مهما اختلفت صفاته العرضية، الشيء هو ذاته ولا يمكن أن يكون غيره، مثال ذلك القلم الذي بيدي هو القلم ولا ليس قلم آخر حتى لو تم صناعة الآلاف المطابقة له)، قانون عدم التناقض (The Law of Non Contradiction) (الشيء لا يمكن أن يتصف بصفة ونقيضها في آن واحد فلا يمكن أن تكون فكرة مثلاً صحيحة وغير صحيحة في نفس الوقت) - قانون الوسط الممتنع (he Law of Excluded Middle) (الشي إما أن يوصف بصفة أو نقيض الصفة ولا وسط) .
من مثل هذه القوانين البديهية ينشأ الفكر الحقيقي ومن إستنتاجتها يبدأ التفكير المنطقي، وعدا ذلك تكون الأفكار معرضة لكل أشكال الخطأ والمغالطات المنطقية.
إعتقاد الناس بالمنطق وأهميته
وعلى الرغم من وضوح دور المنطق المهم في تقييم أفكارنا وبناءها من حيث الصحة إلا أن أغلب الناس (عدا الفلاسفة) لا يستخدمه بشكل كبير، فهو من الأمور التي يمكن الإستغناء عنها على عكس العلوم الطبيعية (ذات القوانين الجبرية)، فيمكن ترك المنطق والوقوع في الخطأ بشكل متكرر. والإعتقاد بأن المنطق والحقائق كافية لتغيير آراء الناس حول قضية ما يهمل جانب أساسي وهو طبيعة تكوين الإنسان، فالإنسان ليس مكون من الجانب المنطقي فقط بل لديه مشاعر وأحاسيس ومعتقدات مسبقة، وعندما تأتي حقائق أو منطق يشكك بصحة أحد هذه المكونات الآخرى فإن الناس بكل عام يكونون مناعة ضد تقبل المعرفة الناتجة عنه.
وقد إختبرت ذلك بشكل مباشر، أثناء حواري مع بعض الرفاق الروحيين حول أفكار يؤمنون بها، فلا يهم كم من المرات يتم الإثبات لهم بأن فكرة ما هي متناقضة منطقياً في ذاتها ومتناقضة مع أفكار آخرى يحملونها فإن ذلك لا يكون كافياً. سيعتقدون أن هناك شيء ما خاطىء في المنطق كما في العلم، بأن هناك مستوى آخرى من العقل أو ماوراء العقل أو حتى كون موازي حيث يمكن أن تكون أفكارهم فيه صحيحة، سيفعلون أي شيء للتشبث بالأفكار الحالية لديهم وسيفضلون الموت معتقدين بشيء خاطىء على العيش طوال حياتهم بدونه.
وهذا شيء محزن ومخيف في نفس الوقت، إن الأسوء من كون الروحي متعلق بفكرة تناقض الدلائل العلمية هو تعلقه بفكرة تناقض نفسها. ولكن دراسة المنطق ومن بعده الفلسفة لا يهدف في الأساس إلى جدال الآخرين أو إقناعهم بقدر ما هو فحص ذاتي للأفكار التي يعتنقها الشخص وصون لمعرفته. أن يمتلك الروحاني الأداة التي يمكن له إستخدامها لفحص أي فكرة أو بناء إستنتاج يوصله إلى نتائج آخرى هي أداة أساسية للوصول إلى الحقيقة والتي هي الهدف الحقيقي للروحانية.أما جدال الآخرين وتغير أفكارهم فيأتي في المرحلة أقل من حيث الأهمية، فلا ضرر تلحقه فكرة فاسدة في عقل يدرك وجودها، وأيضاً من ناقض نفسه كفانا مؤونة جداله.

إن دراسة المنطق بحدث ذاته وبقوانينه لا يضيف شيء إلى المعرفة بل هو أداة تستخدمها كل العلوم لإنتاج معارفها والتأكد من صحتها، وهنا يأتي دور الفلسفة في توظيف المنطق (والذي يعتبر أحد فروعها) في البحث في شتى القضايا التي تهم الإنسان ووجوده.

تلخيص كتاب طريق السعادة لسونيا ليوبوميرسكي

في كتابها The How of Happiness تتحدث عالمة النفس سونيا ليوبوميرسكي Sonja Lyubomirsky عن حاجتنا جميعنا كبشر إلى السعادة حتى وإن لم نعبر ع...