ما هي حالة التدفق؟

ما هي حالة التدفق Flow

التدفق هي الحالة العقلية التي ينغمس فيها الشخص الذي يؤدي نشاطًا ما في الشعور بشكل كامل مع تركيز عالي المنشط ، ومشاركة فعالة و التمتع في خلال النشاط. في جوهرها  تتميز حالة التدفق بالامتصاص الكامل للشخص في ما يفعله ، وفقد إحساس الشخص بالزمن والمكان.

كان لدى الإغريق كلمة ومسمى لهذا الاندماج (بين الذات والعمل)، اطلق عليه اسم (الأكستاسي) Ecstasis وهو فعل "يتخطى المرء فيه نفسه". وصف أفلاطون التدفق كحالة متغيرة حيث يتلاشى وعينا اليقظ الطبيعي تمامًا ، ويحل محله نشوة شديدة وعلاقة قوية بذكاء أكبر.

يعيش مثل هذه الحالة الكتّاب عند تناول أعقد القضايا، والعلماء أثناء قيامهم بتجربة ملهمة، والرياضيون في أحلك المنافسات، والفنانون أثناء قيامهم بعمل مبدع، والخطباء في أصعب المواقف، و المتصوفة أثناء الاستغراق الروحي وغيرهم الكثيرين .

يكتشف الإنسان في هذه اللحظات شعور بتوقف الزمن، وإحساس داخلي بالبهجة، وقدرة خارقة على التركيز والمهارة في الأداء، ونسيان الذات و وتحول الصعب إلى أمر يسير. ويغيب عنه الاهتمام بالكيفية التي يُؤدي بها العمل أو التفكير في النجاح أو الفشل لأن مشاعر السرور والبهجة بالعمل نفسه هي الدافع له باتجاه المدوامة والمثابرة ليصل في نهاية الأمر إلى إبداع إنساني من نوع فريد تكون فيه المعاناة مرحبًا بها دون انتظار لأي تقدير من أي نوع ليطلق العنان للعثور على جواهر الحكمة المفونة تحت التجربة ، إذ هنا تكون هذه الحالة مطلوبة لذاتها ويكمن فيها وفيما تتضمنه من معاناة سر الرفاهية والسعادة الشخصية والإحساس العام بجودة الحياة، لكونها تضفي المعنى والقيمة على هذه الحياة .

تعتبر تجربة التدفق عالمية وقد تم الإبلاغ عن حدوثها عبر مختلف الطبقات ، والأجناس ، والأعمار ، والثقافات ، ويمكن تجربتها في العديد من أنواع الأنشطة.

تم تسمية حالة التدفق بهذا الإسم وتسليط الضوء المفهوم النفسي لها من قبل البروفيسور ميهالي شيكسنتميهالي (Mihály Csíkszentmihályi) في العام 1975، يوضح ميهالي نظريته أن الناس أسعد عندما يكونون في حالة تدفق - حالة تركيز أو امتصاص كامل للنشاط يشترك فيها الناس في نشاط لا يبدو شيئًا مهمًا تتطابق فكرة التدفق مع الشعور بالوجود في المنطقة . حالة التدفق هي حالة مثالية من الدوافع الذاتية ، حيث يكون الشخص مغمورًا تمامًا في ما يفعله. هذا شعور يمكن أن  يشعر به الجميع في بعض الأحيان ، ويتميز بشعور كبير بالإنخراط ، والإشباع ، والمهارة ،الإنغراس فالأعماق والتي يتم خلالها عادة تجاهل الاهتمامات الزمنية ليصل الحال به لأنعدام الشعور بالجسد والوقت والنفس والجوع والحزن والمشاكل الخارجية كله يختفي تماما وجوده وهويته تختفي من الوعي بحيث انه لايمكن له المقاومة ويستسلم ليعيش السعادة الداخلية .