الجمعة، 25 يناير 2019

التنوير في الروحانية

ماهو التنوير، والذي ينظر إليه عادة على أنه الغاية النهائية للتأمل والروحانية؟ هناك الكثير من الآراء والأفكار في الروحانية التقليدية حول ما يمكن أن يكتسبه المرىء أو يخسره في نهاية المسار الروحاني، ولكن بشكل عام يتم تقديس هذه الحالة في أغلب المسالك الروحية على أنها حالة من المعرفة الكلية، ولابد أن هذا يطرح الكثير من الإعتراضات المنطقية، بوذا أحد أشهر المتنورين أو المتنور الأول لم يكن أفضل عالم أو موسيقي أو كيميائي أو فلكي عاش في كل التاريخ البشري، والحقيقة أنه لا يجب توقع مثل ذلك من شخص عاش خمس قرون قبل الميلاد. القول أن بوذا من خلال رؤيته التأملية أصبح عبقرياً في جميع المجالات التي يمكن أن يتخيلها العقل البشري هو محض دوغما دينية.

في الروحانية التقليدية يحظى الزعماء الروحانيون بمكانة خارقة للبشرية، وبنوع من السلطة العلمية للحديث في كل المجالات التي لا تتعلق فقط بالنفس البشرية والوعي بل في الطريقة التي يجب أن يحيى فيها الإنسان وفي العلاقات العامة والموضوعات والمجالات العلمية والسياسية والإقتصادية إلخ....وكل ذلك ناتج عن الدوغمائية الدينية المسيطرة على المسالك الروحانية التقليدية والتي لا تستند إلى أي توجه عقلاني إتجاه الروحانية. يمكن القول أن الممارسات الروحية وخاصة التأمل تحمل الكثير من الفؤائد التي يجهلها أغلب الناس، هذه التجارب تمنحنا إحساس تجاوز الذات والإنفتاح على وعي لا محدود أشبه بالإتصال بالكون، ولكن هذا التجاوز يخبرنا الكثير عن الوعي البشري وإمكانياته ولكنه لا يقول أي شيء حول الكون المادي ككل، كما أنه لا يسلط أي إضاءات حول العلاقة بين العقل والمادة، الإدعاءات الميتافيزيقية خلال التاريخ لا يمكن تبريرها فقط من خلال التجارب الشخصية التي مر بها أفراد. كما أن التجارب الروحية هي مجردة من الإنتماء لأي ثقافة أو دين أوعرق، وهي في الأساس مجرد أدوات لإستكشاف الوعي وسبر أعماق النفس البشرية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تلخيص كتاب طريق السعادة لسونيا ليوبوميرسكي

في كتابها The How of Happiness تتحدث عالمة النفس سونيا ليوبوميرسكي Sonja Lyubomirsky عن حاجتنا جميعنا كبشر إلى السعادة حتى وإن لم نعبر ع...